تفسير سورة البقرة 36
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
154- ولن يؤدى الصبر إلا إلى الخير والسعادة فى الدارين ، فلا تقعدوا عن الجهاد فى سبيل الله ، ولا ترهبوا الموت فيه ، فمن مات فى الجهاد فليس بميت بل هو حى حياة عالية وإن كان الأحياء لا يحسون بها .
155- والصبر درع المؤمن وسلاحه الذى يتغلب به على الشدائد والمشاق ، وسيصادفكم كثير من الشدائد فسنمتحنكم بكثير من خوف الأعداء والجوع وقلة الزاد والنقص فى الأموال والأنفس والثمرات ، ولن يعصمكم فى هذا الامتحان القاسى إلا الصبر ، فبشر - يا أيها النبى - ( الصابرين ) بالقلب وباللسان .
156- الذين إذا نزل بهم ما يؤملهم يؤمنون أن الخير والشر من الله ، وأن الأمر كله لله فيقولون : إنّا مِلْكٌ لله - تعالى - وراجعون إليه ، فليس لنا من أمرنا شئ ، وله الشكر على العطاء وعلينا الصبر عند البلاء ، وعنده المثوبة والجزاء .
157- فهؤلاء الصابرون المؤمنون بالله لهم البشارة الحسنة بغفران الله وإحسانه ، وهم المهتدون إلى طريق الخير والرشاد .
158- وكما أن الله رفع شأن الكعبة بجعلها قبلة الصلاة ، رفع أمر الجبلين اللذين يُشَارِفانِهَا وهما « الصفا » « والمروة » فجعلهما من مناسك الحج ، فيجب بعد الطواف السعى بينهما سبع مرات ، وقد كان منكم من يرى فى ذلك حرجاً لأنه من عمل الجاهلية ، ولكن الحق أنه من معالم الإسلام ، فلا حرج على من ينوى الحج أو العمرة أن يسعى بين هذين الجبلين ، وليأت المؤمن من الخير ما استطاع فإن الله عليم بعمله ومثيبه عليه .